في سياق الحرص الشعبي والوطني على إحياء العادات التراثية والتقاليد القطرية الأصيلة وزرع حب شهر رمضان المعظم في نفوس الأطفال، يحتفل أطفال قطر وعائلاتهم في ليلة النصف من شهر رمضان والتي تقام غداً الأربعاء حيث تحتفل جميع المناطق بهذه الليلة في أجواء قطرية مميزة ، تخلط بين إحياء التراث الشعبي والبهجة وبث روح المحبة والألفة في المجتمع القطري ، وأيضًا تشجع الأطفال عى معرفة عادات المجتمع.
هل تعلم ما هي ليلة القرنقعوه وكيف يحتقل الشعب القطري بها ؟
القرنقعوه هي عادة قديمة تراثية تقام في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك وهي تقام لتذكير الأجيال الجديدة بما كان عليه الأهل في الماضي بهدف تشجيع الأطفال على اإستمرار على الصيام ومكافأة لهم على صومهم .
ويعود تسميتها بذلك الإسم إلى قرة العين في هذا الشهر فالقرة هي ابتداء الشيء ومع مرور الوقت وتحولت إلى "القرنقعوه " كناية عن قرع الأطفال للأبواب في هذه الليلة .
ولكن كيف يتم الاحتفال بهذه الليلة ؟
كانت ملابس الأطفال في الماضي عادية وكان الأهل يقدمون بعض المكسرات للأطفال وتوضع بأكياس عادية ، أما في الوقت الحاضر أصبح الأهل يشترون ملابس خاصة بهذه المناسبة للأطفال ويقدمون لهم أصابع الحلوى وأنواع مختلفه من الشوكولاته وتوضع بأكياس تخيط من أجود أنواع الأقمشة الثمينة وبأشكال مختلفة مخصصة لهذه المناسبة .
تبدأ فاعليات هذه الليلة الخاصة بطواف جموع الأطفال بعد تناول وجبة الإفطار ليعيشوا أجواء تراثية مليئة بالسعادة وممزوجة بأجواء ونكهة الماضى الجميل مرتدين ملابس جذابة مستوحاه من التراث ويغلبها الطابع الشعبي لجميل ، فالأولاد يرتدون الثياب البيضاء والقحيفة فوق رؤوسهم ( وهي عبارة عن طاقية مطرزة بخيوط فضية ) وبعض الأولاد يرتدي " السديري " المطرز يوضع على الثوب .
أما الفتيات فيرتدين فوق ثيابهم العادية " الثوب الزري " ويطرز بالخيوط الذهبية ، ويضعن " البخنق " وهو قطعة قماش سوداء مزينة بخيوط ذهبية في الأطراف ، بجابن وضع بعض الحلي التقليدية .
ومع الوقت الحاضر اختلفت الملابس قليلاً من حيث الخامات والتصاميم التى أصبحت تمزج بين الماضي والحاضر .
ويبدأ الأطفال بعد ارتداء ملابسهم التراثية الجميلة في التجول وطرق أبواب البيوت القريبة بعد المغرب بهدف ملء الأكياس بمختلف أنواع الحلوى والمكسرات والتى يكون قد أعدها الأهالي مسبقاً ، ويردد الأطفال بعض العبارات الشعبية التى تمجد الجود والكرم ك " قرنقعوه ..... قرقاعوه ........ عطونا الله يعطيكم ........ بيت مكة يوديكم .... يا مكة يا معمورة .... يا أم السلاسل والذهب ................"
وعلى هذه الأنغام يضع الأهالي في أكياس الأطفال المكسرات والحلوى فتزداد فرحتهم .
وهذا هو الهدف من احتفال القرنقعوه ادخال البهجة والسرور وتوطيد الترابط بين الأسر وتأصيل روح المشاركة بين أبناء الحي ومعرفة الأجيال الناشئة بعادات قطر وقيمها الراسخة.
ويمكنكم معرفة معلومات اخرى وأكثر تعليمية وغير تعليمية من خلال متابعتنا والتواصل معنا عبر: